تعرف على الخطابة وكل مايخصها

الخطابة هو اكثر  فن اعتمدت عليه الخلافة الاسلامية فنحن اليوم نسمع كل يوم جمعة خطبة وكل عيد فهل تعرف ما هي دعونا نتعرف عليها.


تعريف الخطابة : تعريف فن الخطابة


الخطابة هي القابلية على صياغة الكلام بأسلوب يمكِّن الخطيب من التأثير على نفس المخاطب .وقد عرفها أرسطو بأنها (قوة تتكلف الإقناع الممكن) وقال ابن رشد الخطابة هي : (قوة تتكلف الإقناع الممكن في كل واحد من الأشياء المفردة).وقد عرفت أيضا بأنها(فن مشافهة الحضور للتأثير عليهم واستمالتهم).
هناك تعريف اخر للخطابة وهو أنها نوع من الفنون النثرية فائدتها التأثير و الإقناع بحضور الجمهور المتلقي . هناك ثلاثة أمور يجب الإهتمام بها في الخطابة وهي :
1)مواصفات المؤدي (الخطيب):
أن يمتلك الخطيب عمق وإدراك وفهم للحياة ومدى سبره لغورها وفهمه لأحوالها. والمواصفات الشكلية من حيث حسن النبرة و جهارة الصوت. وأن يكون حسن المظهر

2)مواصفات الأداء(الإلقاء):
الإهتمام بالأداء والإلقاء المحكم والتقليل من الأمور المنفرة مثل السعال و التنحنح والتأتأة والتردد والتكرار الممل والحركات العشوائية و صياغة الكلام بأسلوب جامع لقواعد اللغة من نحو وبلاغة وشامل لأصول المعالجة المنطقية والعلمية للأمور .

3)مواصفات النص الملقى :
يجب أن يكون النص سهل اللغة وعدم إستخدام الكلمات العامية . أن لا يكون النص طويل و لا قصير "خير الأمور أوسطها".

الخطابة اليونانية

يعود الفضل الأول في إرساء الخطابة واستنباط فنونها إلى اليونانيين قبل الميلاد ويعود اهتمام اليونانيين بالخطابة لارتباطها بطبيعة الحياة اليونانية التي غلبت عليها المجادلات الفلسفية والسياسية وشيوع حالة الحرية الفردية والتعبير عن الرأي ، وقد كان لظهور مجموعة من المتكلمين الذين عُرفوا بالسفسطائيين لتميزهم بالقدرة على الخطابة المؤثرة والإلقاء المحكم الدور الكبير في تطور الخطابة اليونانية مما جعل الخطابة مهنة يسعى إليها من يريد البلوغ إلى المراتب العليا من طبقات المجتمع . ويُعد مؤلَّف الخطابة لأرسطو أول مؤلَّف جامع ومنظِّر لعلم الخطابة .
وقد بلغت الخطابة ذروتها في العهد الروماني حيث برز خطباء مشهورون مثل : شيشرون وافتتحت العديد من المدارس الخاصة بتعليم الخطابة

الخطابة في العصر الجاهلي


أما الخطابة في العصر الجاهلي كان لها حظ وافر عند العرب لتمتع اللغة العربية بالفصاحة والبيان التي مثلت الجانب الأهم فيما ورد من خطب ذلك العصر .
من خطباء ذلك العصر : قس بن ساعدة الإيادي ، وخارجة بن سنان خطيب داحس والغبراء ، وخويلد بن عمرو الغطفاني خطيب يوم الفجار ، وأكثم بن صيفي .
وبطلوع فجر الإسلام على الجزيرة العربية نشطت الخطابة واشتدت الحاجة إليها لاحتياج الدين الجديد للتبليغ في نشر وإقناع الناس في دعمه ، كما كان للخطابة الأثر البالغ في جميع مراحل تطور الدعوة من استنفار الهمم للجهاد والدفاع عن الدين ضد الكائدين والمتربصين به وتبليغ أحكامه وتعاليمه للمسلمين . وأصبحت للخطابة في ظل الإسلام مواسم وأوقات كخطبتي العيدين وخطبة الجمعة

الخطابة في العصر العباسي

بلغت الخطابة أعلى ما يمكن أن يصل إليه علم من اهتمام ورعاية وإنتاج في العصر العباسي . حيث لم يكتفِ بما توفر من تجارب عند العرب بل ترجموا ما كان عند غيرهم من آداب الخطابة وفنونها إلى العربية . ومن الكتب المهمة التي ترجمت في هذا العصر كتاب الخطابة لأرسطو الذي ترجمه إسحاق بن حنين وعلق عليه الفارابي .
وكان لظهور الفرق الكلامية خصوصاً المعتزلة أكبر الأثر في ازدياد رونق الخطابة

الخطابة في العصر الحديث


بالرغم من تطور وسائل الاتصال الجماهيري وتنوع أشكالها في العصر الحديث لم تفقد الخطابة رونقها بل ازدادت أهميةً لقدرة وسائل الاتصال الجديدة من أجهزة التلفاز والمذياع المرتبطة بالأقمار الصناعية من تعميم الخطاب على عدد هائل من سكان المعمورة . والخطابة اليوم خصوصاً الخطابة السياسية والدينية تُعد من أكثر أنواع الخطابة تأثيراً في الجماهير .

أنواع الخطابة

1) الخطبة الوعظية(الدينية)

2) الخطبة الإحتفالية

3) الخطبة السياسية

4) الخطبة القضائية

5)الخطبة الإجتماعية

6)الخطبة الحربية

أجزاءالخطبة

1) المقدمة

2)العرض (السرد)

3)المناقشات

4)الملاحظات الثانوية

5)الخاتمة (الخلاصة)
ملخص
تعرف الخطابة بأنها القابلية على صياغة الكلام بحيث يكون الصياغ للكلام بأسلوب قد يؤدي الى ان الخطيب يؤثر على المخاطب ، كما ان الفيلسوف ارسطو عرف الخطابة بأنها قوة الشخص والتي يمكن ان تتكلف الإقناع الممكن ، كما ان للخطابة تعاريف اخرى متنوعة وتختلف من شخص لشخص ومن مفسر لمفسر كما ان البعض عرفها بأنها احدى انواع الفنون النثرية والتي قد تحصى فائدتها في مجال التأثير والاقناع على الحضور اي الجمهور المتلقي للكلام ، كما انه يجب ان يكون الخطيب مميزاً بصفاته كي يؤثر على الجماهير ، ومنها الالقاء كما ان اختيار النصوص الصحيحية وتتالي السير تدريجياً يعد من الصفات الايجابية والدليل على قوة الخطيب .

خلاصة

الخطابة موهبه عظيمة ونعمة كبيرة ، و سبقنا المجتمع الغربي إلى وضع نظم و قواعد وأصول هذا الفن لكن العرب القدماء سبقوا جميع الأمم في حسن الخطابة و إتقان و روعة الأداء. حيث يقولون عن الخطابة : أن تقول فلا تبطئ . . . وأن تصيب فلا تخطئ.

تعليقات